main-logo

مكتبة مستقلة متخصصة في بيع كتب الأدب والفنون والفلسفة وعلم النفس وأدب الطفل.

فروغ فرخزاد : نصوص نثرية

٢٥ ٣٥


كنت أحب على الدوام أن أمشي حافية القدمين، عندما كنت طفلة لم أرتدِ الحذاء في المنزل قط، ولو كان الأمر لي لاستمتعت بالسير حافية في الشارع. كنت أشعر آنئاك في داخلي برضا عميق. غير أن هذا الشعور سرعان ما تبدد من نفسه، عندما وصلنا إلى صالة المطار، حيث وجدت نفسي مضطرة لارتداء الحذاء. لم نتأخر كثيرًا في المطار، خصوصا وأن العجوز الألمانية كانت على وشك الانهيار من شدة الإعياء. وبعد تفحص وثائق السفر ركبنا حافلة المطار متجهين نحو المدينة. كنت أشعر من خلال الظلام بأن المناظر المحيطة قد تكون جميلة جدًا، وكنت أحاول في بعض الأحيان، من خلال ظلال الأشجار المرتسمة على الأرض، أن أعرف فصائلها وأسماءها، كما كنت أخرج رأسي مسرعة من النافذة محاولة تأمل المناظر البعيدة، وأخيرًا، انتهى الشارع الطويل الذي يربط المطار بالمدينة، وترجلنا من الحافلة أمام فندق فخم ربما كان اسمه (ريزيدانس) انزعجت من اضطرارنا لقضاء الليل في مكان كهذا، كنت سأشعر بسعادة أكبر لو قيل لي: " اذهبي إلى شاطيء البحر ونامي على الرمال.


..

لم تكتب فروغ سيرتها الذاتية إلا أن هذا الكتاب يمكن أن نعتبره كتاباً سردياً، إذ يحوي الكثير من تدوينها، حيث تعبر بصدق عن حياتها ومعاناتها وآلامها وآرائها وأيضاً فرحها وانتصارها.

تنقسم مجموعة الأعمال النثرية لفروغ إلى مقتبسات من رسائلها، إضافة إلى مذكرتها التي سجلتها عن رحلة إلى أوروبا (لم تكملها) وأجزاء من خواطرها ورسائلها إلى عائلتها، وبالأخص إلى والدها، ثم نقدها لديوان «نهاية الشاهنامه» للشاعر مهدي إخوان ثالث، ثم مجموعة حوارات أجريت معها.

٢٥ ٣٥
نفدت الكمية
منتجات قد تعجبك