البحر موضوع أدبي خصب يتصل بالحضارة الإنسانية مذ كانت في مهدها ويرافق البشرية منذ انبثاق الحياة.
ولقد كان البحر مجالاً خصباً للتفسيرات الأدبية الأسطورية في أدب البحر، من ملحمة الأوديسة لهوميروس والإنيادة لفرجيل، وما حفلت به الملحمة الأولى من تصوير الصراع بين بطلها أوديسيوس وبين إله البحر نبتيون والمناظر الأسطورية للبحر، وما قدمته الثانية من ملحمة بحرية عن العاصفة التي تعرض لها أسطول إينياس في البحر حتى سقوط بالينيورس في البحر فداءً للأسطول الطروادي، إلى حكايات السندباد البحرية وقصص ألف ليلة وليلة البحرية الشعبية، وما تضمنته من حكايات عرائس البحر وجنيات البحر ومن تصوير أسطوري لعالم البحر.. إلى غير ذلك من الأنواع المختلفة التي أثرت على أدب البحر على مر التاريخ، وجمعت بين الأسطورية والواقعية والرومانسية واستهدفت اكتشاف الطبيعة البحرية وتفسيرها واستغلالها لصالح البشرية وفتح آفاق جديدة أمامها.
وأقصد بأدب البحر ذلك الأدب الذي يستهدف التعبير عن عالم البحر، والذي يكون البحر موضوعه الرئيسي المؤثر في الأحداث والشخصيات، وفي الرؤية الكلية للعمل الأدبي.
كتاب أدب البجر
أحمد محمد عطية
طبعة أصلية 1981م.