تمنحنا هذه الرواية البديعة شعورا قويا بتعقيد العالم والإنسان، ولكنها تترك فى ذاكرتنا أيضا تعاطفها مع محاولة بطلها هزيمة الشر، ومثابرته فى اكتشاف لغز ماضيه، واعتزازه بهذه الرحلة سواء عبر الذاكرة أو الأماكن، إنها رواية عن المسافة الهائلة بين البدايات والنهايات، وبين الطفولة والنضج.
«عندما كنا يتامى» من تأليف أديب نوبل 2017 كازو إيشيجورو والتى صدرت منذ سنوات بترجمة طاهر البربرى عن المركز القومى للترجمة، لا تختلف كثيرا عن رواياته التى يسردها شخص واحد، والتى تعيد اكتشاف هذا الرواى للعالم وللحياة بأكملها من جديد، بعد تجارب كثيرة معقدة؛ إنها تقريبا نفس اللعبة المدهشة:
شخص استقرت معارفه وأفكاره، عاش حياة طويلة وثرية، ولكن الذاكرة البعيدة تجعله يعيد تعريف تلك المسلمات، ويعيد تأمل كل أفكاره، مؤمنا فى النهاية بأن الحياة أكثر تشابكا وتركيبا، وأنه تعامل مع حياته بتبسيط طفولى تقريبا.
عندما كنا يتامى
كازو ايشيجورو