يقول كولن ولسون في سيرته الذاتية "حلم غاية ما": "كانت نقطة الشروع لدي عندما بدأت كتابة (اللامنتمي) هو تفحص حيوات حفنة من رومانتيكي القرن التاسع عشر من الذين خبروا فترات من الغبطة الفائقة والرؤى التي غمرتهم بالتفاؤل والثقة ثم نهضوا صباح اليوم الثاني ليتساءلوا ما الذي يعنيه كل هذا الذي خبروه وانغمروا في أتونه؟ وأحسب أن الكثير منهم فقدوا عقولهم أو أنهوا حياتهم انتحاراً بعد أن انتهوا إلى القناعة الكاملة أن "الجواب إزاء الحياة هو لا" وأن الحياة في جوهرها مأساوية، وأن (برهات الرؤية) الملهمة التي أتيحت لهم مقدر لها أن تتبخر تاركة وراءها العدم ولا شيء سواه.. ص172: ترجمة لطيفة الدليمي
في الاقتباسات التالية بعض مما توصل إليه كولن ولسون في تعريفه لشخصية اللامنتمي، صفاته ومشكلاته وبعض ما اقتبسه من كلمات الأدباء كأمثلة على شخصية اللامنتمي:
1
اللامنتمي ليس مجنوناً.. إنه فقط أكثر حساسية من أولئك الأشخاص المتفائلين صحيحي العقول.
2
قدم نيتشه وكيركغارد فلسفة كان اللامنتمي نقطة انطلاقها، يقول كيركغارد إذا أردت أن تنفيني، ضعني ضمن نظام، إنني لست رمزاً حسابياً، إنني أنا".
3
"أعيش وحيداً، وحيداً تماماً، ولا أكلم أحداً إطلاقاً، لا آخذ شيئاً ولا أعطي شيئاً.." سارتر في "الغثيان"
4
اللامنتمي إنه يلاحظ الأشياء بحدة وأمانة أكثر مما يجب، إنه يسأل عن كل شيء. إلى أين سيقود ذلك؟ إنه لا ينفك يلاحظ الأشياء..
5
يقول اللامنتمي "إن حياة هؤلاء الناس هي مصادفات تعتمد على الحوادث، فإذا توقفت الحوادث، أي لم يحدث شيء فإنهم يتوقفون عن الكينونة".
6
اللامنتمي في "غريب" ألبير كامو:
إن لامنتمي ألبير كامو لا يفكر كثيراً، وليس لديه نبوغ، ولا مشاعر غير اعتيادية ليمنحها، بل إنه لا يملك شيئاً من المشاعر: "ماتت أمي اليوم أو بالأمس، إنني لست متأكداً" هكذا تبدأ قصة "الغريب"، حتى أننا لا نجد أي أثر للاستهجان الخلقي فليس هنالك ما يوحي بأن كامو يريدنا أن نلوم ميرسول على خموله التافه، أما الشيء غير الاعتيادي في ميرسول فهو أمانته، فعندما تسأله الفتاة أن يتزوجها يوافق في الحال ولكن عندما تسأله إن كان يحبها يجيب مباشرة بالنفي.. تنبعث هذه الأمانة من عدم الاكتراث لمسائل الشعور، إنه لا يعلق أهمية ما على أي شيء، فلماذا يكذب؟ وأمام عدم اكتراثه هذا لا يملك مستجوبيه إلا أن يعتبروه في منتهى الوحشية.