يزخر تاريخ شعوب غرب إفريقيا خاصة، بالعشرات من الأساطير والسير والملاحم، التي أنقذت التاريخ الإفريقي من براثن التجاهل، وفي تقدير عالم ومؤرخ جليل مثل «جوزيف كي زيربو» المشرف على مجلدات التاريخ العام لإفريقيا، الصادر عن اليونيسكو، فإن للتأريخ الإفريقي «زمنا خرافيا واجتماعيا»، لكن الأفارقة خلقوا منه زمناً حقيقياً، رغم ربط الزمن الخرافي بالاجتماعي، وهو يقصد أن القراءة المعمقة لهذا المنتج الأسطوري أو الملحمي،، تجعل من هذا المنتج زمنا حركيا.
في هذا الصدد صدر كتاب «مملكة وجدو بين الأسطورة والتاريخ» متضمنا مجموعة نصوص إفريقية ترجمتها إلى العربية «توحيدة علي توفيق»، حيث يشير الكتاب إلى أن المؤرخ «تمسير نياني» أثبت حركية جماعة بشرية مهمة مثل «السوننكي» على مستوى الإقليم الغربي في إفريقيا، فعرض لإمبراطورية وجدو وأسطورتها في التاريخ والجغرافيا على السواء، وعرض في مقالاته في هذا الكتاب حركة إمبراطورية وجدو من أقصى غرب القارة الساحلي «فوتا تور» إلى وسط الصحراء الكبرى بما يشمل غينيا والسنغال وموريتانيا ومالي والنيجر، تعبيرا عن حركة شعب السوننكي على هذا الامتداد.