إن العالم الذي يعيش فيه إنسان هذا العصر هو عالم لا يصلح للإنسان ولا لنمو إنسانيته، بل هو عالم يعمل على "حيونة" الإنسان (أي تحويله إلى حيوان).
حين نرى واقعنا الذي نعيشه، نتلمس حجم خسائرنا في مسيرتنا الإنسانية، وهي خسائر متراكمة ومستمرة طالما أن عالم القبح مستمرا، وستنتهي بنا إلى أن نصبح مخلوقات من نوع آخر كان اسمه "الإنسان"، أو كان يطمح إلى أن يكون إنسانا، ومن دون أن يعني هذان بالضرورة، تغيرا في شكله. إن التغير الأكثر خطورة هو الذي يجرى في بنيته الداخلية العقلية والنفسية.
حيونة الإنسان، للكاتب والأديب السوري الكبير ممدوح عدوان.