يعود الباحث التونسي حسن بزاينيّة في كتابه الجديد "كتابة السيرة النبوية لدى العرب المحدثين"، الصادر ضمن منشورات مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" وعن "المركز الثقافي العربي" في الدار البيضاء وبيروت، إلى السيرة النبوية والتأليفات الغزيرة التي ألفت فيها من طرف المشتغلين بها من المحدَثين أكثر من القدامى، وذلك بهدف تسليط الضوء عليها، وإعادة قراءتها، خاصة أنها تشكل "ظاهرةً ثقافيةً" في حياة العرب والمسلمين المحدثين. ويضيف الكاتب في مؤلفه بأن كتب السيرة الجديدة استجلبت أقلاما شتى لأدباء، مثل توفيق الحكيم، ورجال سياسة كعبد العزيز الثعالبي، ومحمد حسنين هيكل، وعسكريين كالصاغ محمد فرج وغيرهم كثير، إذ لم يعد التأليف في السيرة مخصوصا برجال الدين، والمؤرخين كما كان الأمر لدى المسلمين في القرون الخالية، خصوصا وأن السيرة النبوية لم تعد ذلك النوع من الكتابة، الذي يعنى بالجانب التعبدي للمسلمين في سيرة النبي محمد، ولكن أيضا تلك الكتابة حول الرسول وما تحمله من رسائل فكرية، وما تضطلع به من وظائف أيديولوجية وسياسية، حسب الكاتب