main-logo

مكتبة مستقلة متخصصة في بيع كتب الأدب والفنون والفلسفة وعلم النفس وأدب الطفل.

توصيات كاف

اختراع موريل

كاساريس

٣٥

لا يخلو أي حديث عن أهم روايات القرن العشرين من الإشارة إلى {اختراع موريل} للكاتب الأرجنتيني أدولفو بيوي كاساريس. صدرت بترجمة أحمد يماني عن منشورات «الجمل»، رواية اختراع موريل صنعت من صاحبها كاتباً حقيقياً وقد صنفها الشاعر الأرجنتيني بورخيس في مقدمته المشهورة بأنها «كاملة»، داعياً إلى تصنيف كاساريس «ككاتب كلاسيكي: في حقبة الكتاب المشوشين الذين يتبجحون بأن يكونوا كذلك».

أدولفو كاساريس المولود في العاصمة الأرجنتينة بوينوس أيرس عام 1914، قدَّم يوماً إجابة لافتة عن السؤال {متى بدأتَ الكتابة وكيف} قائلاً: {من دون شك قبل أن أبدأ القراءة... أود القول قبل أن أكتشف الأدب}. فقد كتب روايته الأولى {إيريس ومارغريتا} وهو بعد في الحادية عشرة من عمره، كانت الرواية انتحالاً لــ Petit Bob للكاتبة الفرنسية سيبيل ايمي ماري أنطوانيت غابرييل، التي كانت تكتب تحت الاسم المستعارGYP. وجلّ هدفه كان آنذاك أن يُفتن قريبة له كان مغرماً بها. ليكون الحب هو الدافع إلى الكتابة وهو المراد منها. في عمر الرابعة عشرة، كتب قصّته الأولى {الزهو أو مغامرة مريعة}، ولم تمر سنة حتى تمكَّن بفضل نقود والده من نشر كتابه الأول {تمهيد} وهو في الخامسة عشرة، ليندم بعد ذلك على نشره وينكره. هجر الكاتب الجامعة نهائياً بعدما حاول دراسة القانون والفلسفة والآداب وأخفق في إتمام أيّ منها. لكنّ تحدّره من عائلة بورجوازية ميسورة ولأب كان كاتباً محبطاً ساعداه في التفرّغ لكتاباته والتحصّل على قراءات معمقة للآداب العالمية.

في عام 1932، بحسب أحمد يماني، تعرّف إلى بورخيس وجمعتهما صداقة نادرة أدبية وشخصية، أطلق عليها البعض مسمى {بيورخيس}. وكتبا معاً أكثر من خمسة كتب بدءاً من عام 1942 وحتّى عام 1977.

عبر {اختراع موريل} عام 1940، تحوّل كاساريس إلى أحد أهمّ كتّاب أدب الفانتازيا في أميركا اللاتينية، حتى إنه أعتبرها أوّل إصدار جادّ له، ثم أعقبها عام 1945 برواية {خطّة هروب} والتي تشكل امتداداً مّا لــ {اختراع موريل}، إحدى أكثر الروايات أصالة في القرن المنصرم والتي ما زالت تثير تساؤلات كثيرة بعد مرور حوالي سبعين عاماً على نشرها.

تتوسَّل الرواية الخيال العلمي، ومستفيدةً من الرواية البوليسية تطرح مسائل عدة من بينها الحب والوحدة والموت والخلود. والحال أن إحدى المسائل المهمة في الرواية، والتي تبدو حاضرة بشكل آني، وهي إلى جانب وهم الصورة، مسألة العالمين الواقعي والافتراضي، وهو ما جعل الناقد أدولفو باسكيث روكا، في دراسة لافتة تتناول {اختراع موريل}، يرى أنها رواية تأسيسية لأدب استباقي حيث تحضر فيها رحلات الخلود وتكرارات الحياة وأرشيف الصور والنسخ والهولوغرام، مضيئة النظام الأنطولوجي للصورة وهي مسائل إشكالية تناولها، في زمن لاحق، منظرون للصورة أمثال جان بودريار وبول فيريليو وسوزان سونتاغ، مانحة موضعاً لتأمل الخطوة المعقدة للانتقال مما هو واقعي إلى ما هو افتراضي والذي يهدد فيه عالم الصور العالم الواقعي.


٣٥
إضافة للسلة
منتجات قد تعجبك