main-logo

مكتبة مستقلة متخصصة في بيع كتب الأدب والفنون والفلسفة وعلم النفس وأدب الطفل.

توصيات كاف

يوميات الحداد

رولان بارت

١٩

يوميات الحداد: 26 أكتوبر 1977 - 15سبتمبر 1977"، من تأليف رولان بارت، ومن ترجمة إيناس صادق، وهي مجموعة من صندوق البطاقات التي جمعها رولان بارت تحت عنوان يوميات الحداد، حيث تم إعادة ترتيب البطاقات ترتيبًا تاريخيًا، وهي التي كتبها المؤلف في اليوم التالي لوفاة أمه يوم 25 أكتوبر 1977.


فقد رولان بارت والده قبل فقده أمّه. في بداية هذه اليوميات يذكر:

"الخلود. أنا لم أفهم هذا الوضع العجيب قط، بيروني: لست أدري."


هذا القلق وهذا الشعور بعدم الفهم ينعكس على اليوميات التي هي في حقيقتها (مقتطفات)، كُتبت على بطاقات متفرقة.

يذكر بارت في الصفحة عينها:

"(لن يحدث أبدًا) كلمة تخص الخالد الباقي."


وهما عبارتان تتناصّان وإن بشكل غير مباشر، عند نقطة واحدة تتمثل في (ماهيّة الخلود)، وتعكسان هذا اليأس المصاحب للموت على الدوام.

وهذا اليأس نفسه ينعكس بصورة واضحة على ما يتبادر في نفس بارت من مشاعر، هو الذي ينظر لحالة الحداد على أنها انفعال، وأثر دائم، ربما يتذبذب بين حين وآخر، لكنه مستمر: "يمضي الانفعال، ويبقى الحزن."


مشاعر بارت تبدو مخيفةً فزعةً وغير مفهومة، وكأن الوصول إليها صعب أو يكاد يكون مستحيلًا، وهذا ما يجعل عدم فهمها في حد ذاته فهمًا لها، واعترافًا صريحًا بأن بارت نفسه ما زال (يبحث) في داخل ذاته، سعيًا لأنْ يصل إلى شرحٍ وافٍ يمكّنه من فهم هذا الشعور المأساوي المختبئ.

ولعلّ الوجه الإنساني (الهشّ) الحقيقي يبدو في أبلغ صوره من خلال هذه المذكرات.

وهو إذ يدوّنها يؤكد أنه يرى فيها الطريقة الأفضل لتذكيره بأمه أو تخليدها.

بارت هنا لا يتحدث عن الموت باعتباره موت أمه فقط، بل عن موته هو كذلك، وكأن هذا يجر لذاك.

إنَّ القلق المكثَّف الذي تمتلئ به كلماته هو ما يجعلها صادقةً وإنسانيَّةً بكل ما فيها.

رولان يفرّغ ألمه في داخل الكتاب، محاورًا نفسه، أو ساعيًا في محاورتها.

١٩
نفدت الكمية
منتجات قد تعجبك