لا تولد قبيحا
"أصبحت أؤمن أن القبح ربما كان أفظع العاهات وأكثرا إيلاما وتدميرا للنفس الإنسانية على الإطلاق فالإنسان القبيح لا يثير إشفاق أحد من الناس أو إحساسه بالعطف عليه أو الرثاء له.. القبح يستفز مشاعر الآخرين العنيفة.. كل حاستهم النقدية الساخرة، فيوجهونها بضراوة عنيفة ناحية الإنسان القبيح قاصدين إهانته وتدمير معنوياته".
***
"لكن إن قلنا إن القبح هو إحدى العاهات التي تدمر حياة الإنسان القبيح فالغريب أن الإنسان القبيح لا يحس بأي عجز جسماني يمنعه من الاستمتاع الكامل بالحياة كالآخرين.. إنه فقط يحس بحاجز شفاف وغير مرئي يحول بينه وبين الاندماج في الحياة.. حاجز من صنع الآخرين الذين يضمرون له الكراهية والشر لمجرد أنه إنسان مختلف قبيح".
,,,
محمد رجاء عليش ويُعرف اختصارًا باسم رجاء عليش، هو أديبٌ وقاصٌ مصري، لم يُعرف عنه الكثير، حيث كان قد انتحر عام 1979 ميلاديًا. شغل انتحاره الرأي العام آنذاك، خصوصًا ضمن الأوساط الأدبية في مصر.
عشت هذه السنين الطويلة وأنا أحلم بالإنتقام من أفراد المجتمع الذين أفلحوا في أن يجعلوني أكفر بكل شيء.. هذه كانت الرسالة التي كتبها رجاء عليش للنائب العام قبل لحظات من إنتحاره عام 1979م.
رجاء عليش ضحية لمجتمع أناني رفضه كإنسان وحرمه من حياة سوية، عاش وحيدا ومات وحيدا. لم يتقبله مجتمعه لدمامته ولم يحتمل هو الوحدة والهوان والإنكسار.